عاشقان على درب الجنان

كنت مستغرقاً في نومي،وعند اقتراب الفجر احسست بأنامل ناعمة توقظني،وصوت رقيق ينادي:"قم فالصلاة خير من النوم،قم فالصلاة خير من النوم"
ثمّ بدأ الصوت يهمس بآي من القرآن، فتحت عينيّ فإذا زوجتي تقرأ قول الله تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً و طمعاً ومما رزقناهم ينفقون)
فنفضت عن دثاري فولى النعاس هارباً و تلاشى التعب وقمت لأتوضأ حامداً المولى عزّ و جل على نعمة الزوجة الصالحة فهي خير ما يملك المرء.
ثم ذهبت الى المسجد لأداء صلاة الفجر وتركت زوجتي في خدرها تصلّي.
وبعد انا فرغنا من الصلاة عدت الى المنزل لأجد زوجتي قد اعتدت لنا المجلس لتلاوة وردنا اليومي من القرآن و الذكر و الدعاء.
ثم ودعتها راسماً على جبينها قبلة هادئة لأذهب الى عملي.
وفي المساء عدت الى منزلي لتستقبلني زوجتي بإبتسامة جميلة تزف اليّ البشرى و تقول لي:" حفظت من كتاب الله اليوم كذا وكذا"
فكأنما روحي تحلق فرحاً لبشراها.
فقلت :بشرك الله ثم دعوت ان يحفظها لي ويقدرني على اسعادها وإرضائها.
وكيف لا لا افرح بالبشرى وهي تبشرني بدرج الجنة فعدد درجات الجنة بعدد آي القرآن.
ثم جلسنا و دار بيننا الحديث التالي:
قالت لي: زوجي العزيز.
قلت لها: لبيك رفيقة دربي.
قالت: أتذكر يوم عاهدنا الله على طاعته في اول يوم من ايام الزوجية؟
قلت :تقصدين يوم ميلادنا الجديد؟!
قالت : صدقت اذن دعنا نري الله منا برهان ذلك في مولودنا الموعود.
قلت: لئن احيانا الله لنملئنّ هدي النبي عليه الصلاة و السلام ما استطعنا ثم دعونا الله (ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين و اجعلنا للمتقين اماما)
فلما اتى وقت النوم اوينا الى الفراش والسنتنا تلهج بأذكار النوم عاقداً النية على ان اسبقها هذه الليلة فأوقظها لصلاة الفجر فهي غالباً ما تسبقني و تفوز عليّ.